لقد خَلَق الله عز وجل آدمَ وَحيداً ثُمّ خَلَق مِن أجلهِ حَوّاء. فَرِحَ آدمُ بزوجهِ، وهي أيضاً فَرِحَت بِلقائه.
أسكَنَ اللهُ سبحانه أبانا آدمَ وأُمَّنا حوّاءَ الجنّة.
قالَ اللهُ سبحانة وتعالى لآدم: أُسكُنْ أنتَ وزَوجُكَ الجنّةَ وكُلا منها حَيثُ شِئتُما.. أُسكُنْ فيها حيثُ تُحِبُّ، وكُلْ فيها مما تُحِبّ..
ستَكونُ سعيداً فيها، فليسَ في الجنّةِ تَعَبٌ ولا جُوعٌ ولا عُرْي..
ولكنْ إيّاكَ أن تَقتَرِبَ من هذهِ الشجرة.. إيّاكَ أن تَسمَعَ كلامَ إبليسَ، فيَخدَعَك. إنّه عَدوٌّ لك ولزوجِك.. إنّه يَحسُدُكَ يا آدم، يُضمِرُ لكَ الشَّرّ.
إنطَلَقَ آدمُ وزوجُه حوّاءُ في الجنّةِ يَنعُمانِ بظِلالِها، ويأكُلانِ من ثِمارِها.. كانَ آدمُ سعيداً وكانت حوّاءُ سعيدة..
كانا سَعيدَين جدّاً.. لقد خَلَقَهُما الله بيدِه.. ورَزَقَهُما من كلِّ شيء، وكانت الملائكةُ تُحبُّهما، لأنّ الله خَلَقَهُما ويُحبّهما..
آدمُ وحوّاءُ يَنطَلقانِ في الجنّةِ هنا وهناك، يَقتَطِفانِ من ثِمارها ويَجلِسانِ على شَواطئ أنهارِها.
شَواطئُ ساحِرَةٌ جَميلةٌ مِن الياقوتِ والعَقيقِ، والمياهُ الصافيةُ العذبةُ تَغسِلُ أقدامَهُما.. وهناك أنهارٌ من عَسَلٍ طيّبٍ ولذيذ، وأنهارٌ من لَبَن، وطُيورٌ وزُهور.. لا حُدودَ لسعادةِ آدمَ وحوّاءَ. كلُّ شيءٍ في الجنّةِ لهما.. أشجارُها وثِمارُها..
كانا يأكُلانِ من كلِّ الثِّمار.. ثِمارٌ مُختلفةُ الشَّكلِ واللَّونِ والرائِحةِ، ولكنّها جيمعاً شَهيّة..
وفي كلِّ مرّةٍ كانا يُصادِفانِ شَجَرةً في وسطِ الجنّة.. شجرةً جميلةَ المنظرِ تَتَدلّى ثمارُها.. كانا يَنظُرانِ إليها فقط.. لأنّ الله نَهاهُما عن الاقتِرابِ منها وتَناوُلِ ثِمارِها
حتّى جاء إبليس ووسوس لهما بأن يأكلا من تلك الشجرة الّتي نهاهما الله تعالى عنها، مقنعاً إيّاهما بأنّ الأكل منها سيجعلهما من الخالدين، أو من الملائكة، وأقسم لهما بأنّه من الناصحين ويريد مصلحتهما، فاغترّ كلّ منهما بقوله فأكلا من الشجرة، فبدت لهما سوءاتهما وأخذا يستران عليها من أوراق الجنّة، وبذلك خالفا أمر الله تعالى حتّى استخلفهما في الأرض حتّى تنشأ الذريّة
عبّر عن تعليقكالإبتسامات